خاص العهد

المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية: فلسطين الحاضر الأبرز 
01/03/2024

المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية: فلسطين الحاضر الأبرز 

فاطمة سلامة

يُعد الشباب عصب الأمة وعماد بنيانها. وعليه، فإنّ أفكارهم وتطلعاتهم تُعتبر ركيزة أساسية يُبنى عليها لمقاربة القضايا المهمّة. فلسطين على رأس تلك القضايا التي شغلت بال الشباب الواعي وأثارت اهتماماته ما مهّد لظهور منظمات وتكتلات شبابية داعمة لهذه القضية بكلّ تفاصيلها. المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية واحد من تلك التجمعات الشبابية التي جعلت من القضية الفلسطينية عنوانًا أول على أجندتها. وفي هذا السياق، يتحدّث أمين سر المنظمات ربيع مصطفى عن التحركات الشبابية التي شكّلت فلسطين نبضها الأساس. وفق قناعاته، من غير المسموح أن تموت القضية الفلسطينية، يجب أن تبقى حاضرة لا في الوجدان فحسب، بل عمليًا على الأرض. 

يتحدّث مصطفى لموقع "العهد" الإخباري عن تاريخ تأسيس المنظمات الشبابية والطلابية في لبنان، فيوضح أنها شكّلت إطارًا جامعًا لكل المنظمات في لبنان، لكنّه يُشير بداية إلى أنّ أواخر التسعينيات شهدت الولادة الأولى للمنظمات عبر ولادة اللقاء الجامع للقاء الأحزاب اللبنانية في أواخر التسعينيات في "البريستول". وعليه، في بداية عام 2000 بدأ ينظّم تلقائيًا لقاء المنظمات الشبابية، فلكل حزب منظمة شبابية انطلاقًا من ضرورة أن يُسلّم أي جيل الأمانة للجيل الآخر. اجتمعت تلك المنظمات الشبابية المنبثقة عن الأحزاب مع بعضها البعض في إطار سُمي بالمنظمات الشبابية، وبدأت اللقاءات الدورية. وتباعًا، بدأت تنضم كلّ المنظمات التي تحمل الثوابت الوطنية عبر دعم المقاومة ومحاربة العدوّ الأوحد المتمثّل بالكيان الصهيوني. من هذا المنطلق، يلفت مصطفى إلى أنّ العنوان العريض كان الصراع مع العدوّ الإسرائيلي ودعم محور المقاومة، فضلًا عن إعطاء أولوية لقضايا الشباب ومطالبهم الجامعية والدفاع عن حقوقهم وعملهم السياسي وأمورهم تجاه الدولة. 

في السنوات الثلاث الأولى من الألفية الثالثة، بدأت القوّة تبرز في عمل المنظمات، وذلك مع انعكاس القضايا السياسية العالمية على مناطقنا، ومنها أحداث 11 أيلول، والتدخل الأميركي في العراق. هنا بدأ الزخم ــ يقول مصطفى ــ في عمل المنظمات التي كان عليها الدفاع عن ثوابتها وسط هذه القضايا، وفي المقابل، الدفاع عن القضايا الأساسية للشباب الجامعي، حقوقه، مطالبه، وأيضًا توجهاته السياسية التي بدأت تُترجم ميدانيًا على الأرض في تحركات سياسية متفاعلة وموجودة، منها على سبيل المثال الحملة الداعمة لتشريع الانتخاب في عمر 18 عامًا حيث أقيمت حملة، وتوجهت إلى مجلس النواب وواجهت بكركي، لكن للأسف أُسقط هذا القرار ولم يتحقق، لكنّه لم يسقط من أذهاننا، فمن غير المقبول أن يُحرم الشاب في عمر الـ18 من الانتخاب، بينما يقود سيارة ويحمل سلاحًا وإلى ما هنالك، بحجة الديمغرافيا، الكذبة الكبرى. 

وقد كان لعمل المنظمات دور كبير في إحباط المؤامرات الأميركية على لبنان، وفق مصطفى، الذي يؤكّد أنّ التهديدات الأميركية على ساحتنا بعد عام 2005 شكّلت دافعًا لتوسع الحركة الشبابية التي باتت تعمل بقوة أكبر، خصوصًا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتحوّل لبنان إلى ساحتين؛ قوى 8 آذار، وقوى 14 آذار. وفي هذا السياق، يقول مصطفى "رفعنا شعار "رفض الوصاية الأميركية"، حيث عمل الأميركي على استغلال الأوضاع وحادثة اغتيال الحريري لفرض القرار 1559 والمحكمة الدولية وإلى ما هنالك". وهنا يشدّد مصطفى على أنّ المنظمات الشبابية سعت جاهدة لعدم جرّ البلد إلى حرب أهلية، فرفضنا الوصاية، 
وجرت ملاحقة الأميركي على كافة التفاصيل، ورفض كلّ المخطّطات الأميركية الساعية لتكبيل أحزابنا ومقاومتنا لحساب صناعة شرق أوسط جديد، فتصدّت الحركات الشبابية على الأرض وأقامت وقفات أمام السفارة الأميركية، بلغ عددها أكثر من 20 وقفة منذ سقوط العراق حتّى عام 2009، وقد شارك في بعضها نحو 3000 مشارك. وفي عام 2006 ومع اندلاع حرب تموز، كان للمنظمات الشبابية دور اجتماعي حيث هبّت لمساعدة أهلها وشعبها بأعمال تطوعية في المدارس وغيرها بتمويل من الأحزاب المختلفة. من بعدها، اندلعت الحرب على سورية، فعملت المنظمات على الأرض دعمًا لسورية أحد أركان المحور الأساسي والدولة المقاومة، وهنا، يشدّد مصطفى على أنّ ما حصل كان مؤامرة أميركية وإسرائيلية على لبنان وسورية لأنّ الحرب كانت ستُستكمل في لبنان، وهذا ما تبيّن لاحقًا. 

القضية الفلسطينية نبض التحركات

وعلى مدار السنوات الماضية، كانت القضية الفلسطينية نبض التحركات، بحسب أمين سر المنظمات، الذي يلفت إلى استحداث اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية، والتي تضم المنظمات الشبابية يُضاف إليها ممثلين عن الأحزاب الفلسطينية في لبنان. وعليه، باتت اللجنة الشبابية تعقد لقاءات دورية لأجل القضية الفلسطينية، وأنشطة باستمرار، تُراعي كافة المناسبات التي تتعلّق بفلسطين على مدار السنة، كيوم الأرض، النكبة، وما إلى هنالك، لتبقى القضية الفلسطينية حيّة. يُشدّد مصطفى على أنّ هذه القضية ممنوع أن تموت، وهذا ما عمل عليه الشباب اللبناني من خلال المنظمات حيث عقدت اللجنة اللقاءات باسم دعم القضية الفلسطينية، كما قامت بأعمال منظّمة داعمة للقضية الفلسطينية، وأنشطة متنوّعة لفلسطين في مراحل عدة. 

وفي طوفان الأقصى، أقامت اللجنة الشبابية الطلابية اللبنانية الفلسطينية نشاطات على مختلف الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع المنظمات الشبابية الموجودة في كلّ لبنان، سواء أمام الإسكوا، والسفارات البريطانية، الأميركية، والفرنسية. الشعار الأساسي كان "مواجهة أميركا"، فالمنظمات تُحمّل واشنطن المسؤولية الأساسية عن الفتك في فلسطين، وقتل الأبرياء والشعب وقضم غزّة. وهنا، يشدّد مصطفى على أنّ الشعار على الأرض كان إحياء قضية فلسطين، تلك القضية التي ظنّ البعض أنها "ماتت" خلال العشر سنوات الماضية عبر الذهاب إلى التطبيع، لكنّ المنظمات كانت تبني بأحزابها وجامعاتها منظومة أنّ فلسطين هي القضية الأساس وبدونها لا مستقبل لكل هذه المنطقة. وفق قناعات مصطفى، فإنّ كلّ هذا الزرع أنتج في طوفان الأقصى، فكنا يوميًا نضيء على المجازر، وأقمنا معرض صور عند عين المريسة باسم اللجنة دُعي إليه سياسيون ووفود شعبية لإظهار غطرسة الكيان الصهيوني والجرائم، كما كان هناك أنشطة تتعلّق بالمظاهرات الشبابية العفوية الموجودة أمام سفارات فرنسا وبريطانيا وأميركا لرفض القرارات في دعم العدوّ بآلة القتل التي يقوم بها، ووقفات أمام الإسكوا حيث أصدرنا مذكرات رسمية أرسلت إلى الأمم المتحدة باسم اللجنة والأحزاب لرفض ما يحصل على أرض فلسطين، كما أجريت مظاهرات ضخمة جدًا من "البرير" حتّى الإسكوا، وامتدت التظاهرات والوقفات والاجتماعات عبر اللجنة إلى مختلف المناطق اللبنانية، يختم مصطفى.
 

اللجنة الشبابية الطلابية لدعم القضية الفلسطينيةالمنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل