ترجمات

مستشار سابق في "البنتاغون": الحرب مع إيران ستقرّب واشنطن من الجحيم
06/02/2024

مستشار سابق في "البنتاغون": الحرب مع إيران ستقرّب واشنطن من الجحيم

حذّر المستشار السابق، في وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون"، العقيد المتقاعد دوغلاس ماك غريغور واشنطن من أن الحرب مع إيران ستقرّب الولايات المتحدة من السقوط في الجحيم، ملفتًا إلى أنّ ضرب أهداف في العراق أو إيران أو سوريا قد يدفع بالولايات المتحدة إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في مقالة نشرها ماك غريغور، في مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف"، قال فيها: "الرئيس الأميركي جو بايدن يوجّه رسائل إلى "حزب الحرب" في واشنطن بأنه مستعد لقصف أهداف في الشرق الأوسط "بلا جدوى"".

وأضاف ماك غريغور، والذي يُعدّ من أهم المفكرين الأميركيين في مجال الاستراتيجية العسكرية، أن" "تبني مقاربة مغايرة يعدّ ضعفًا في واشنطن، والرؤساء الأميركيون دائمًا ما يرون عدم إمكانهم الظهور بمظهر الضعف كونهم يتزعمون أقوى دولة في العالم".

وأكد ضرورة أن يبقى الشعب الأميركي حذرًا، في هذه المرحلة، وذلك سواء وضع بايدن إيران على قائمة أهدافه أم لا، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من المتحمّسين في واشنطن الذين يرون أنّ الحرب مع إيران هي الحل الوحيد للعداء الإيراني حيال "إسرائيل".

وشدّد الكاتب على: "أن القصف ليس دبلوماسية، إلا أنّ السياسيين يميلون نحوه كونه يعطي انطباعًا بأن هناك إجراءات حقيقية تُتّخذ"، وقال: "القصف ليس استراتيجية ولا عبارة عن توجيه رسائل إيجابية، بل هو عمل حربي.. القصف لا يحتوي النزاع أو يردع الخصم من التحرك في ما بعد، بل هو يصعّد التوّتر ويؤدي إلى حرب شاملة".

وحذّر الكاتب من: "أنّ ضرب الأهداف في العراق أو إيران أو سوريا قد يدفع بالولايات المتحدة إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط"، كما شدّد على ضرورة الدراسة المعمّقة للمسائل المتعلّقة بالأساليب والاستراتيجية العسكرية، مستبعدًا أن يكون قد جرى ذلك في واشنطن في المرحلة الراهنة. وأكد ماك غريغور أن: "الضربات الجوية يجب أن تتناسب والمكتسبات المفترضة، بالإضافة إلى الخسائر المتوقعة"، كما أردف أن: "ضرب الهدف الذي أُطلق منه صاروخ ليس قصاصًا".
 
وتابع المستشار السابق بأنّ واشنطن تدرك عزم إيران على خوض المعركة إذا ما هاجمتها القوات الأميركية، وأن الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط، والبالغ عددهم 75 ألف جنديّ، سيُمطَرون بالنيران في حال جرى تنفيذ حملة قصف جوي ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة.

وقال :"إن استخدام الأنظمة غير المأهولة يجعل من التحرك العسكري خيارًا جذابًا لواشنطن"، مضيفًا أن: "هذه الأنظمة تسمح بتقليل الخسائر الأميركية المحتملة نتيجة حملة جوية". لكنّ الكاتب نبّه من أن الانتشار العسكري الأميركي يُعطي إيران وحلفاءها الإقليميين عددًا كبيرًا من الأهداف من البنية التحتية، والتي تؤدي دورًا أساسيًا في العمليات العسكرية الأميركية، مثل المرافئ والمطارات والأماكن السكنية.

كذلك شدّد الكاتب على ضرورة ألا ينخدع صنّاع السياسة الأميركيون بتصديق أن التكنولوجيا العسكرية الأميركية تعطي تفوقًا، أو أن القوات الأميركية محصّنة أمام الضربات الدقيقة على نطاق واسع.  وأردف أن: "القصف لن يمنع إيران من بناء مواقع دفاعية جديدة وأفضل جودة، والتاريخ أثبت أن القصف من ارتفاع عالٍ يزيد من تصميم الخصوم على المقاومة وليس الاستسلام".

وأضاف ماك غريغور: "الشعب الأميركي قد يرفض فكرة مخاطرة الجنود الأميركيين بحياتهم دفاعًا عن حملة "إسرائيل" المروّعة من الطرد والقتل في غزّة، بينما يستطيع بايدن وقف الحرب في غزّة بمجرد اتّصال هاتفي".

كما شدّد الكاتب على ضرورة أن يدرك الشعب الأميركي أن: "إسرائيل" ستجد صعوبة كبيرة بالدفاع عن نفسها ضدّ آلاف الصواريخ التي يملكها حزب الله، فضلًا عن صواريخ إيران الباليستية الدقيقة الموجهة. 

وتابع: "سقوط دولة عظمى "في الجحيم" نتيجة أفعالها دائمًا ما لا تكون عملية سريعة"، مستشهدًا بالباحث البريطاني الشهير "كليف لويس" الذي قال "إنّ عملية السقوط هذه هي تدريجية". وأضاف: "أن عملية سقوط دولة عظمى مثل الولايات المتحدة بالتالي ستكون تدريجية إلى أن تكتشف فجأة أنها استخفت كثيرًا بالمنافس".

وخلُص ماك غريغور إلى أن: "التنمّر وتقديم الرشاوى والقصف وفرض العقوبات كلها أساليب لم تسر بشكل جيد"، فبرأيه أنه وبسبب سلسلة من الإخفاقات العسكرية الاستراتيجية، في أفغانستان وليبيا والعراق وأوكرانيا، تقترب واشنطن سريعًا نحو "الجحيم" على صعيد علاقاتها مع بقية العالم.

الجمهورية الاسلامية في إيرانالشرق الأوسط

إقرأ المزيد في: ترجمات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة