نقاط على الحروف

المقاومة تضرب في عكا.. لا تسامح مع الاغتيالات
24/04/2024

المقاومة تضرب في عكا.. لا تسامح مع الاغتيالات

لم تكن عملية "عرب العرامشة" المركبة التي أتت ردًا دمويًا على اغتيال مقاومين، في عين بعال والشهابية، مجرد إنذار، بقدر ما هي إيذان بمرحلة جديدة وارتقاء درجة في الرد على الاغتيالات لوضع حدّ لها.

في "تل أبيب" فهموا الرسالة، لكنّهم على ما يبدو يصرّون على ترسيخ واقع يناسبهم. صباح يوم الثلاثاء، أعاد الإسرائيلي الكرة في بلدة عدلون، واغتال أحد المقاومين عبر صاروخ أطلقته مسيّرة مستهدفة سيارته، وهو مقيم في تلك البلدة.

ردّ المقاومة كان مباشرًا وسريعًا، عبر عملية نوعية وجريئة تمثلت باستهداف مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في "ثكنة شراغا"، في شمال ‏مدينة عكا المحتلة بواسطة مسيرات انقضاضية وأخرى لإشغال الدفاع الجوي، وفي عمق ١٥ كلم، وهو ما أثار رعب المستوطنين وتعاطى معه الإعلام الإسرائيلي على أنه سابقة وصفوها بالخطيرة، مع ارتفاع أصوات أخرى تتحدث عن خسارة الشمال، وأن حزب الله يفرض قواعده.

جملة من الرسائل حملتها عملية شمال عكا، منها ما يتعلق بقدرة المقاومة الاستخبارية، كما عرب العرامشة، ومنها ما هو مرتبط بقدرة تخطي الدفاعات الجوية وإشغالها، والأهم ما هو مرتبط بالجرأة وعدم التردّد.

من الواضح من خلال الوقت الزمني القصير جدًا، الفاصل بين عملية الاغتيال والرد، أن ثمة قرارًا قد اتّخذ ووضع حيز التنفيذ، وأنه لا بد من وضع حدّ لتمادي العدوّ في الاغتيال مهما كان الثمن.

وعليه، ثمة مرحلة جديدة بدأت، عنوانها الارتقاء درجة في الرد وهو ما حصل، لأن الردود السابقة لم تجلب الردع الكافي، وهو ما يمكن أن يكون الإسرائيلي قد قدّر أن حزب الله قيّد نفسه في ردود محدّدة وضمن نطاق ومدى محدّدين، لتأتي عملية شمال عكا وتدحض أي تقديرات إسرائيلية من هذا النوع.

لا يمكن القول إن المعادلة ثبتت حتّى اللحظة، لكن الأكيد أن العدوّ بدأ يبدل من حساباته قبل الإقدام على أي اغتيال عدواني، ومن غير المنطقي ألّا يعيد حساباته، خصوصًا بعد جرأة حزب الله التي ظهرت خلال المدة الأخيرة وتوّجت بالعمليات النوعية والجريئة.

إنّ الحساب الإسرائيلي الخاطئ لا يمكن أن يعطي نتائج صائبة، وربما يسفر عنه تدحرج للمواجهة، لذلك ليس أمام العدوّ خيارات واسعة، خصوصًا إذا كان لا يسعى إلى الحرب الشاملة.

طوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل