نقاط على الحروف

الشرذمة الشرقية والوحدة الغربية.. هكذا يرانا الغرب!
08/04/2024

الشرذمة الشرقية والوحدة الغربية.. هكذا يرانا الغرب!

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ يعيش العالم فلسفة المقارنة بين الشرق والغرب. ممّا لا شك فيه بأنَّ المنتصر الأساسي في الحرب العالمية الثانية على المستوى الاستراتيجي هو الأميركي الذي وضع منذ تلك المرحلة مخطّط الشرذمة بهدف السيطرة على كلّ شيء.

الغرب الموحّد
يعمل الغرب على توحيد صفوفه، بشكل دائم، على مستوى القرارات الاستراتيجية، ويمكننا انصاف هذه التجربة بالرغم من عدم الموافقة على أخلاقيات الدول الغربية في الوصول إلى أهدافها.

لقد نجحت أوروبا تدريجيًا في الوصول إلى اتحاد أوروبي جامع ومتكامل ومتماسك، فكانت تجربة اليونان المالية خير دليل على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي، في المقابل كذلك كان خروج بريطانيا منه عبارة عن تجربة إيجابية للاتحاد الذي بقي متماسكًا بعد خروجها.

الوحدة الغربية كذلك ظهرت في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة لها في الغرب بهدف السيطرة على ثروات الشعوب، فكان تثبيت الدولار عملةً مشتركة للتبادلات المالية والنفطية معيارًا للوحدة الغربية بهدف التحكّم بأسعار النفط.

في المقابل؛ سكتت الولايات المتحدة الأميركية على الدور الأوروبي في التحكّم بدول إفريقيا لسنوات، بالإضافة إلى تقاسم التلاعب في منطقة غرب آسيا بهدف الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الغربية.

الشرق المتشرذم

انطلاقًا من الحقبة عينها التي تحدثنا عنها- أي نهاية الحرب العالمية الثانية- كانت خريطة غرب آسيا هدف الغرب للشرذمة وكذلك شرق آسيا، فكانت حرب فيتنام ومحاولات إفشال صعود الصين واحدة من عناوين الشرذمة في شرق آسيا.

أما في منطقتنا؛ فكان مشروع وجود الكيان الصهيوني بين مجموعة دول قُسمت بحسب اتفاقية سايكس - بيكو بداية الشرذمة في غرب آسيا. وقد تكون أخطر عناصر الشرذمة تلك التي حصلت بين الدول العربية عبر عدة حروب وفتن مثل: الفتنة السنية - الشيعية، الحرب على سورية، الحرب في ليبيا، تقسيم السودان، بالإضافة إلى ما سُمّي حينها بالربيع العربي.

لم تُخفِ الولايات المتحدة الأميركية مشاريع الفتنة والتقسيم؛ فكانت مشاريع كونداليزا رايس في الشرق الأوسط، وأمثلة غيرها كتلك التي نشرها الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي رالف بيترز عنوانًا للشرذمة على أسس دينية.

بين وحدة الغرب والشرذمة الشرقية؛ صعدت دول وواجهت مشاريع الغرب عبر توحيد الجهود الاستراتيجية في الشرق المتشرذم. هذه المواجهة أسهمت في عدم نجاح مشاريع عديدة؛ مثل إسقاط سورية، أو إسقاط القضية الفلسطينية؛ حيث نشهد اليوم وحدة الساحات في مساندة غزّة، بالإضافة إلى عدم إسقاط اليمن.

مشروع مواجهة الشرذمة في الشرق تخوضه اليوم دول المواجهة للمشروع الغربي مثل إيران وروسيا والصين وحلفاء لهم في العالم عبر منظمة شنغهاي ومجموعة دول البريكس وغيرها.

غرب آسياالشرق الأوسطالغرب

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
إجهاض مشروع الشرق الأوسط الكبير
إجهاض مشروع الشرق الأوسط الكبير
التصعيد الامريكي في سوريا: قراءة في الخلفيات والأهداف
التصعيد الامريكي في سوريا: قراءة في الخلفيات والأهداف
هوية المستضعفين
هوية المستضعفين
افتتاح مؤتمر "غرب آسيا المقاوم.. أي نظام عالمي جديد؟"
افتتاح مؤتمر "غرب آسيا المقاوم.. أي نظام عالمي جديد؟"
 2023.. ترقّبٌ لعام "حقائق القوة"
 2023.. ترقّبٌ لعام "حقائق القوة"
بين بلينكن وكيسنجر.. هوّة في صناعة السياسات الأميركية الخارجية
بين بلينكن وكيسنجر.. هوّة في صناعة السياسات الأميركية الخارجية
استقالة مسؤولة بالخارجية الأميركية احتجاجًا على دعم "إسرائيل"
استقالة مسؤولة بالخارجية الأميركية احتجاجًا على دعم "إسرائيل"
المرفأ العائم قبالة غزّة 
المرفأ العائم قبالة غزّة 
"فورين بوليسي": انتخابات الرئاسة المقبلة تبشّر بمزيد من الانقسام بين الأميركيين
"فورين بوليسي": انتخابات الرئاسة المقبلة تبشّر بمزيد من الانقسام بين الأميركيين
مستشار سابق في "البنتاغون": الحرب مع إيران ستقرّب واشنطن من الجحيم
مستشار سابق في "البنتاغون": الحرب مع إيران ستقرّب واشنطن من الجحيم
"التضامن العالمي الأكاديمي من أجل فلسطين".. لقاء جامعي في بيروت نصرة للقضية
"التضامن العالمي الأكاديمي من أجل فلسطين".. لقاء جامعي في بيروت نصرة للقضية
السيد رئيسي: قمع الطلاب المناصرين لفلسطين يكشف عن الوجه الحقيقي للغرب
السيد رئيسي: قمع الطلاب المناصرين لفلسطين يكشف عن الوجه الحقيقي للغرب
هل تشعل مشهدية الحركة الاحتجاجية في أميركا وفرنسا ثورة طالبيّة عالميّة؟
هل تشعل مشهدية الحركة الاحتجاجية في أميركا وفرنسا ثورة طالبيّة عالميّة؟
نظام رأسمالية الدولة الروسي بمواجهة النظام الرأسمالي الإمبريالي الغربي (1)
نظام رأسمالية الدولة الروسي بمواجهة النظام الرأسمالي الإمبريالي الغربي (1)
مشروعية الرد الإيراني وازدواجية المعايير الغربية
مشروعية الرد الإيراني وازدواجية المعايير الغربية

خبر عاجل