طوفان الأقصى

الخليج والعالم

كاتب أميركي: سياسات نتنياهو تضرّ بمصالح واشنطن
11/05/2024

كاتب أميركي: سياسات نتنياهو تضرّ بمصالح واشنطن

قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إنه من المؤسف إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تجميد بعض مبيعات السلاح لـ"إسرائيل"، فبرأيه أن الخطوة ساعدت نتنياهو من توجيه الأنظار التي تصفه بالزعيم الأخطر الذي يهدد "إسرائيل" إلى "بايدن" نفسه.

وفي مقالة، نُشرت في صحيفة نيويورك تايمز، أضاف الكاتب أن سياسات نتنياهو لم ولن تحقق نصرًا مستدامًا في غزة، مردفًا أنها لا تستطيع تأمين "إسرائيل" ضد التهديد "الوجودي" الأكبر لها، والذي قال إنه يتمثل بإيران، موضحًا أن هذه السياسات تعرّض اليهود حول العالم للخطر، وتقوّض احتياجات أميركا الاستراتيجية وأهدافها في الشرق الأوسط عمومًا.

وتابع الكاتب: "ذلك هو المصدر الحقيقي للتوتر الحاصل اليوم بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وليس التجميد المؤقت لتزويد الأخيرة ببعض الأسلحة الهجومية"، مضيفًا أن بايدن يحذّر "إسرائيل" منذ أشهر من أنه سيقوم بذلك، فيما لو حاولت سحق رفح، كما فعلت في مدينة غزة وخان يونس من دون إجلاء المدنيين.

كذلك قال الكاتب إن "العنصريين اليهود" في حكومة نتنياهو لن يسمحوا له بإنشاء أي علاقة شراكة مع السلطة الفلسطينية خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. وأضاف بأنّ "إسرائيل" تعتمد نهج القيام بما يحلو لها انسجامًا مع احتياجات نتنياهو السياسية، من دون أن تبالي باحتياجات بايدن السياسية واحتياجات أميركا الجيوسياسية.

فريدمان رأى أنه من الخطأ الفادح التقليل من الخطورة التي تشكّلها حكومة نتنياهو الحالية لـ"إسرائيل" وعلاقاتها مع الولايات المتحدة والعالم عمومًا. وبرأيه أن "جنوح "إسرائيل" نحو اليمين وإلى جانب اعتماد استراتيجية في غزة تعجز عن تحقيق النصر وقيام نتنياهو بإضعاف الخدمة المدنية وإصلاحاته القضائية لا يضرّ فقط بمصالح "إسرائيل"، وإنما أيضًا بالمصالح الأميركية.

كما لفت إلى أن الشريك العسكري الأهم والأكثر تقدمًا للولايات المتحدة في المنطقة عالق في غزة من دون مخرج واضح، ويضيّق على مخزون السلاح الأميركي الذي تحتاجه إليه أيضًا أوكرانيا، محذرًا من أن الحرب المستمرة في غزة يمكن أن تزعزع استقرار حلفاء آخرين للولايات المتحدة، مثل الأردن ومصر. وأردف الكاتب أن التهديد الوجودي الحقيقي لـ"إسرائيل" يأتي من إيران وحلفائها، مثل حزب الله وأنصار الله وحركة حماس، ومن أسماهم "الميليشيات الشيعية" في العراق، وفقًا لتعبيره. 

الكاتب لفت إلى أن الولايات المتحدة شكّلت، في 3 نيسان/أبريل، تحالفًا مكونًا من الدول العربية "المعتدلة" بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا، وذلك من أجل إسقاط المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه "إسرائيل"، محذرًا من أنه سيصبح من الصعب أكثر فأكثر للدول العربية المعتدلة، وخاصة الأردن، أن تؤدي دور حماية "إسرائيل" من إيران، كلما غرقت "إسرائيل" أكثر في غزة واستمر قتل المدنيين.

ورأى الكاتب إنه ممّا لا شكّ فيه أن "إسرائيل" والفلسطينيين والشرق الأوسط سيكونون في وضع أفضل في حال ألحقت الهزيمة الكاملة بحماس، وإذا كان من الضروري الدخول إلى رفح لتحقيق ذلك؛ فليكن. وشدد على ضرورة أن تدخل "إسرائيل" بشراكة مع الفلسطينيين من غير حماس، من أجل بناء "غزة أفضل" وفتح المجال "لولادة فجر جديد للفلسطينيين والإسرائيليين"، وفقًا لإدعائه.

في الختام، رأى الكاتب أن استخدام بايدن أوراقًا أميركية للإصرار على أن تأخذ "إسرائيل" هذا الهدف بالحسبان هو أمر مسوّغ.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم